سكن

تعرف كيف تحدّث أطفالك عن الحرب؟

تملأ الحروب والنزاعات العالم، وبتعرّض الأطفال لمواقع التواصل الاجتماعي ونشرات الأخبار، من المؤكد أنهم شاهدوا ماذا فعلت الحرب بأقرانهم، وإن كنت تُجنبهم تلك المشاهد المروعة حتى للكبار، فذلك لا يعني أنه لا ينبغي التحدث مع الأطفال عن الحرب.

وعلى الرغم من صعوبة إجراء هذا النوع من المحادثات، فمن المهم إعطاء الأطفال معلومات مناسبة لأعمارهم حول الحرب.

ويقول اختصاصيو التربية إن الطفل الذي قد لا يفهم الحقائق أو يدرك أين تحدث الحرب بالفعل “أمر مرعب”.

ويرون أنه حتى لو حاولت منع طفلك من رؤية صور الحرب، سواء كانت على التلفزيون أو في أي مكان آخر، فيجب أن تُبقي خطوط الاتصال مفتوحة.

ابدأ محادثة مع طفلك

قال تقرير نشره موقع (فيري ويل فاميلي) المتخصص في التربية، إن الحديث عن سبب قيام بعض الأشخاص بإيذاء الآخرين عمدًا وكيف يمكن أن يؤدي ذلك إلى الحرب هو موضوع معقد.

وأضاف أنه بالنسبة للعديد من الأطفال، يمكن أن يكون الأمر مخيفًا ومزعجًا، وأنه من المحتمل أن تتناقض العديد من المفاهيم بشكل صارخ مع الرسائل التي تحاول تعليمها لطفلك عن اللطف والاحترام والرحمة.

بدءًا من سن 4 أو 5 سنوات، من المهم أن تكون منفتحًا لمناقشة مواضيع عن الحرب إذا طرحها طفلك، لكن افعل ذلك بطريقة مناسبة لأعمارهم.

على سبيل المثال، يمكنك القول “بعض الناس في بلد آخر يختلفون حول ما هو مهم بالنسبة لهم، وأحيانًا تحدث الحرب عندما يحدث ذلك، الحرب لا تحدث بالقرب منا ولسنا في خطر”.

وبصفتك أحد الوالدين، فإن وظيفتك هي طمأنتهم بأنهم في أمان، لأنه من الضروري أن يشعر الطفل بالأمان معك، ويمكن أن يكون بدء محادثة بسيطة أيضًا فرصة لتصحيح أي سوء فهم قد يكون لدى طفلك.

وإذا لم يكن طفلك الصغير مهتمًا بالحديث عن الحرب، فلا داعي للضغط عليه، فقد لا يكون قلقًا بشأنها حتى الآن، ولا ينبغي إجبار الأطفال الصغار على إدراك ذلك.

بدءًا من سن 4 أو 5 سنوات، من المهم أن تكون منفتحًا لمناقشة مواضيع عن الحرب إذا طرحها طفلك (غيتي)

اكتشف ما يسمعه طفلك

للحصول على فكرة عن ما يعرفه طفلك بالفعل، اطرح أسئلة مثل “هل يتحدث أي من مُعلّميك عن هذا في المدرسة؟” أو “هل تحدّث أي من أصدقائك عن هذه الأشياء من قبل؟”.

قد يكون طفلك سمع معلومات وقد يواجه صعوبة في فهم الأشياء، أو ربما شاهد تغطية إعلامية لم تكن تعلم أنه كان يشاهدها.

يمكن أن يمنحك تعلّم ما يعرفه طفلك بالفعل نقطة بداية جيدة لمحادثتك، كن مستمعًا جيدًا وأظهر لطفلك أنك مهتم بسماع ما يفكر فيه.

اشرح الغرض من الحرب

من المحتمل أن يرغب طفلك في معرفة سبب خوض الحرب، اجعل تفسيرك بسيطًا بقول شيء مثل “تهدف الحرب إلى منع حدوث المزيد من الأشياء السيئة في المستقبل”.

تحدّث أيضًا عن الكيفية التي تهدف بها الحرب إلى حماية مجموعة من الناس، وأوضِح أن العنف ليس طريقة جيدة لحل النزاع ولكن في بعض الأحيان تقرر الدول أنها بحاجة إلى بدء حرب للحفاظ على أمن الناس في المستقبل.

لا تتنبأ بما قد يحدث بعد ذلك أو تتحدث عن كيفية استمرار حدوث الأشياء المروعة (غيتي)

امتنع عند الضرورة

يرى خبراء التربية أنه عادة يجب أن يكون الآباء صادقين مع أطفالهم، ومع ذلك، فإن هذا لا يعني أنك بحاجة إلى إرباك طفلك بمعلومات غير ضرورية.

اجعل مناقشاتك مناسبة للمستوى العمري، وتوخى الحذر من أن يخرج طفلك من الحديث وهو يشعر بخوف أكبر من الحرب.

يقول المتخصصون “لا تقلل من خطورة الحرب، لكن ضع في حسبانك أن طفلك لا يحتاج إلى معرفة كل التفاصيل الدموية التي تحدث. التزم بالحقائق دون التحدث كثيرًا عن التأثير، ولا تتنبأ بما قد يحدث بعد ذلك أو تتحدث عن كيفية استمرار حدوث الأشياء المروعة في المستقبل”.

تجنب الصور النمطية الضارة

قد يؤدي التحدث عن مجموعة معينة من الأشخاص أو بلد معين إلى إصابة طفلك بالتحيّز، لذا احذر من التصريحات التي تستخدمها عندما تتحدث عن الحرب، وحافظ على تركيزك على التعليم والتثقيف، بدلًا من الانتقام.

إذا كنت ستشارك بآرائك، فتحدّث عن شعورك تجاه الحرب بشكل عام، هناك احتمال أنك قد لا توافق على الغرض من الحرب أو التدخل العسكري، يمكنك مشاركة ذلك مع أطفالك، خاصة إذا كنت تشعر أن الأساس المنطقي وراء معتقداتك هو جزء من قيم عائلتك.

وبمجرد أن يصل طفلك إلى سنوات ما قبل المراهقة والمراهقة، فقد يبدأ في مشاركة آرائه الخاصة حول الحرب، ولن تعرف أبدًا ما إذا كان سيتوافق مع أفكارك.

حاول أن تحترم آراء طفلك، حتى لو كنت تعارضه بشدة، وامتنع عن الجدال حوله أو التعبير عن آرائك بطريقة غاضبة.

شجعه على طرح الأسئلة (غيتي)

شاهد التلفزيون مع المراهقين

قال تقرير (فيري ويل فاميلي) إنه من المهم تقييد مشاهدة التلفزيون للأطفال الصغار، خصوصًا أن المشاهد المزعجة التي يتم إعادة عرضها في الأخبار يمكن أن تكون مؤلمة للغاية لأطفال ما قبل المدرسة أو المدارس الابتدائية.

ضع في حسبانك أن الأطفال الصغار غالبًا ما يشاهدون التلفزيون أو يختلسون النظر حتى عندما تعتقد أنهم منشغلون بشيء آخر.

لكن من المرجح أن يشاهد المراهقون التلفزيون بغض النظر عن مدى محاولتك الحد من ذلك، أنت تعرف بشكل أفضل مدى نضج طفلك ومقدار المعلومات التي يمكنه التعامل معها.

إذا أردت مشاهدة الأخبار، أو فيلم عن الحرب، وتعتقد أنه يستطيع التعامل معه، فقم بمشاهدته معًا، وشجعه على طرح الأسئلة، وإذا كنت لا تعرف الإجابة، أخبره أنك ستكتشفها وتتابع معه في اليوم التالي.

تشجيع التراحم

قد تفكر في مناقشة الخدمة العسكرية مع أطفالك، وهناك فرصة جيدة إذا كان طفل بالمدرسة لديه والد يخدم في الجيش، يمكنك التحدث عن كيفية تأثير ذلك على عائلة ذلك الطفل.

يُعد هذا أيضًا درسًا في التعاطف يساعد طفلك على فهم أن الأسرة التي لديها فرد في الحرب قد تحتاج إلى القليل من المساعدة الإضافية.

تحدّث إلى طفلك عن التطوع في الأنشطة التي تدعم العائلات العسكرية، فهذا يمكن أن يجعل طفلك يشعر وكأنه له تأثير.

يمكنك أيضًا التحدث إلى طفلك عن اللاجئين الذين يفرون من الحرب إلى بلد آخر والتبرع لقضايا تدعمهم.

غالبًا ما يشعر الأطفال بمزيد من الأمان والثقة عندما يعلمون أن هناك شيئًا يمكنهم فعله للمساعدة، حتى القيام بعمل صغير، مثل التبرع لجمعية خيرية تساعد الأطفال في البلدان التي مزقتها الحروب أو تقديم رعاية للجنود الذين يخدمون في الخارج، يمكن أن يقطع شوطًا طويلًا نحو مساعدة طفلك على الشعور بأنه قادر على إحداث فرق.

يشعر الأطفال بمزيد من الأمان والثقة عندما يعلمون أن هناك شيئًا يمكنهم فعله للمساعدة (يونسيف)

أشِر إلى الطيبين

أشِر إلى الأشخاص الذين يقدمون المساعدات في الحروب، وحدّث أطفالك عنهم حتى يتذكروا أنه على الرغم من وجود عدد قليل من الأشخاص السيئين في العالم، فإن هناك العديد من الأفراد الطيبين.

راقِب حالتك العاطفية

سيتعلم طفلك كيفية التعامل مع الأحداث العالمية من خلال مشاهدة كيفية تعاملك معها، لذا كن على دراية بكيفية استجابتك للتوتر وكيفية تواصلك مع الآخرين.

من الطبيعي أن تشعر بالقلق من الحرب، وبينما لا بأس في إخبار طفلك أنك تشعر بالخوف، لا تثقل كاهله كثيرًا بمشاعرك.

راقِب محنة طفلك

من الطبيعي أن يشعر طفلك بالقلق والارتباك والانزعاج من احتمال نشوب حرب، ويمكن أن يصيب بعض الأطفال أكثر من غيرهم.

الأطفال الصغار غير قادرين على التعبير اللفظي عن ضغوطهم، لذا احترس من التغييرات السلوكية مثل صعوبة النوم، أو أن يصبحوا أكثر تشبثًا بالكبار، أو وضع الإصبع في الفم أو التبول في الفراش.

قد يعبّر الأطفال الأكبر سنًا عن مخاوفهم بشأن الموت أو قد يتحدثون عن أفكار مزعجة مستمرة إذا كانوا متضايقين، وقد يكون الطفل الذي يستمر في الحديث عن ذلك ويستهلك أكبر قدر ممكن من الأخبار يسعى لإدارة قلقه.

قد يكون الأطفال الذين يعانون من مشاكل في الصحة العقلية أو أولئك الذين عانوا من ظروف مؤلمة معرّضين للخطر بشكل خاص، وقد يكون أطفال العائلات اللاجئة أو المهاجرة أكثر عرضة للإصابة بالقلق والضيق.

إذا بدا أن طفلك يعاني من مشكلة في التعامل مع الصور التي شاهدها أو المعلومات التي سمعها، فتحدّث إلى طبيب  يمكنه تشخيص حالته.

Afficher plus

Articles similaires

Laisser un commentaire

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *

Bouton retour en haut de la page